ياسر أيوب يكتب: شيكابالا
لست من خبراء الكرة وتحليل مبارياتها فنياً ولا أملك الثقافة أو الخبرة التى تمنحنى الحق فى تقييم أى مدرب أو لاعب.. وكثيراً ما أتعلم من قرائى قبل أصدقائى أسراراً وخبايا جديدة عن هذه اللعبة الجميلة.. لكننى رغم ذلك مقتنع بأنه ليس بالنتائج فقط يتم تقييم أى مدرب.. وإنما أحيانا بقدرته على احتواء لاعبيه واستعادتهم من غربتهم وحيرتهم وضياعهم.. وهذا بالضبط ما نجح فيه حسام حسن.. والدليل شيكابالا..
ففى مباراة الزمالك أمام الاتحاد.. كانت الروح التى عادت إلى شيكابالا هى دليل واضح على نجاح حسام حسن وقدرته.. لا يعنينى أن أحرز شيكابالا أهدافاً فى تلك المباراة أو وقف القائم رافضا لذلك.. لكن يعنينى جدا أن شيكابالا كان لاعباً جديداً يملك الموهبة القديمة ولكن أضاف إليها الروح والإرادة.. وشعرت بضرورة التصفيق لحسام حسن قبل التصفيق لشيكابالا.. فقد ظلم الكثيرون حسام حين تخيلوه مدربا لا يملك إلا الحماس والروح فأثبت لهم أنه يملك الوعى الكروى والقدرة الفنية رفيعة المستوى..
وغداً سيظلمون حسام حين يتعاملون معه كمدرب ناجح فنياً وينسون الروح التى أعادها والنجوم الكبار الذين استعادهم للفانلة البيضاء.. وسيظلمه شقيقه إبراهيم أيضاً لو بقى يصر على جرجرته إلى معارك وحروب ليست من اختصاصه.. بل إننى أطالب إبراهيم بأن يترك كل هذه المعارك الكلامية الوهمية وأدعوه لأن يحتضن كل هؤلاء النجوم إنسانياً ويكمل ما بدأه حسام معهم فى الملعب..
فأنا أعرف الجلسات التى عقدها حسام مع شيكابالا منفردا قبل مباراة المقاولون.. ورأيت فى مباراة الاتحاد تأثير ونتيجة كلمات حسام.. ويبقى على إبراهيم أن يكمل هذا الطريق مع شيكابالا وزملائه.. فقد رأينا كلنا كيف يمكن للمشاكل والأزمات أن تسرق من لاعب مثل جدو موهبته سواء كانت استثنائية ومؤقتة أو كانت حاضرة ودائمة لكن مخفية بسبب غبار الإعلام والقضايا..
وهو ما يمكن أن يتعرض له شيكابالا وزملاؤه إن لم ينجح إبراهيم حسن فى احتوائهم وفصلهم عما يجرى فى ساحات الإعلام والاستعراض والاستخفاف بأقدار الناس والولع بإهانتهم طول الوقت.. لكن هذا لا يعنى أن شيكابالا ليس مطلوبا منه أن يستثمر كل ما جرى من أجل تعويض كل ما فاته.. فهذه الموهبة الجميلة القادمة من أقصى الجنوب فى أسوان.. تستحق مكانة أجمل وأكبر.. وعليه أن يعرف أنه لم يعد يلعب باسمه فقط.. ولا حتى الزمالك وعشاقه.. إنما هو يلعب بالنيابة عن كل الصعيد المنسى الذى تركناه وحده يواجه الفقر والإهمال والنسيان