[center][color:8c20=white][size=18]كثير منا يهتم بأن يكون ناجحاً في حياته، بأن يكون متفوقاً في دراسته، أو متميزاً في وظيفة مرموقة أو مريحة، أو متنعماً في منزل هانئ مع من يحب من أهله..
وكل هذه أمور مشروعة لا غبار عليها إطلاقاً..
فتمضي أيامنا في هذه الحياة ونحن مشغولون، إما بدراسة، أو وظيفة، أو بيت، أو ذرية..
ويبقى همنا الشاغل هو: كيف ننجح في تلبية احتياجاتنا وإشباع رغباتنا؟
تأملتُ في أحوال الناس عند حاجتهم ..
فوجدت فئة تحتاج للأموال، فتأكل الربا، أو تطلب الرشوة، أو تختلس،أو تتلاعب،أو تسرق، أو تتاجر فيما حرم الله !
تحتاج للدرجات من أجل المعدلات الدراسية، فتتفنن في أساليب الغش والتحايل!
تحتاج لحل مشاكلها مع من حولها، فتلجأ للكذب والحيلة!
تحتاج للترقية، فتزوّر، أو تلفق التهم لغيرها، أوتتملق رؤسائها!
تحتاج للحب والحنان، فتسعى للحصول عليه بشتى الطرق، وبغض النظر عن مشروعيتها أو حتى إنسانيتها!
تخيلت لو أنه لا يوجد في العالم سوى هذه الفئة!
حينها كيف ستكون الحياة؟
أجزم أنها لن تكون بأحسن حالاً من مملكة الغابة!
القوي يأكل الضعيف، والماكر يغدر بالغافل!
ستكون حياة مخيفة، بشعة، لا جمال فيها!
تأملت بعدها فيما قد يمنع الناس من استخدام الأساليب السابقة في تلبية احتياجاتهم..
فوجدت أن الإيمان هو الموجه الأقوى والأفضل على الإطلاق..
لأن المؤمن عندما يخاف الله تعالى، فإنه سيحرص أن يكون مأكله حلال، ومشربه حلال، وشهادته حلال، ووصوله لوظيفته بالحلال..
المؤمن.. شعاره لا ضرر ولا ضرار.. فهو لا يحب أن يؤذي أحداً، ولا يحب أن يؤذيه أحد..
المؤمن.. يحب لأخيه ما يحب لنفسه.. لذا فخلقه حسن، وفعله حسن..
المؤمن.. يحرص على أن يصلح ما بينه وبين الله، لذا فإن الله يصلح ما بينه وبين الناس..
المؤمن، أيقن وآمن بوعد الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ }الحج38 لذا فإنه قد جعل رضى الله هو همه الأول، فحرص على أمر الدين أولاً.. فأصلح الله له دنياه..
المؤمن.. لم ينس قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير ) فحرص أن يكون قوياً في الدين، قوياً في الدنيا، رفيقاً بمن ضعف إيمانه أو سعيه في الدنيا..
المؤمن، جعل الإيمان البوصلة التي تحرك سيره في خارطة الحياة..
فما دور الإيمان في خارطة حياتنا؟[/size][/color][/center]