استحق لقب «الجندى المجهول»، بعد مساهمته فى تحقيق المنتخب الوطنى إنجازاً تاريخياً بحصوله على ثلاث بطولات متتالية لكأس الأمم الأفريقية بداية من مصر ٢٠٠٦ ومروراً بغانا ٢٠٠٨ واختتمها باللقب الغالى فى أنجولا ٢٠١٠.
إنه أحمد فتحى، دينامو خط وسط المنتخب الوطنى، أو كما يحب أن يُطلق عليه مدربه حسن شحاتة اسم «الجوكر» بعد أن شارك فى المباراة النهائية لبطولة ٢٠٠٦ كمدافع مساك، وحد من خطورة أرونا كونيه، نجم منتخب كوت ديفوار فى هذا التوقيت، وفى أمم غانا ٢٠٠٨ لعب كظهير أيمن، قبل أن يشارك فى أمم أنجولا كلاعب وسط وتكسرت تحت أقدامه هجمات الخصوم.
■ بداية ماذا تمثل لك البطولة الحالية؟
- الكثير لأنها جاءت فى ظروف بالغة الصعوبة ويكفى أنها بعد ٧٥ يوماً من الخروج من تصفيات كأس العالم، ولذا كانت فرحتها كبيرة، مثلما حدث مع بطولة ٢٠٠٦، ولا تنس أنها البطولة الثالثة فى مسيرتى، وهو ما يمنحنى فرصة لتحقيق المزيد، خصوصاً أن عمرى لم يتجاوز «٢٥ سنة».
■ وهل تضع هذا الأمر فى اعتبارك؟
- على الإطلاق، وكل ما يشغلنى هو الفوز باللقب، لأنه يمثل الفرحة الكبرى، ثم إن الاستمرار فى اللعب أو المشاركة مع المنتخب أمر غير مضمون، خصوصاً أننى كثير الإصابات، ولذا فإن تركيزى ينصب على الفوز فى كل مباراة أخوضها أو بطولة دون أن أبحث عن أى أمجاد شخصية.
■ وماذا عن فوزك بجائزة اللعب النظيف؟
- بالتأكيد أسعدنى كثيراً، لأننى ألعب فى مركز يعتمد كثيراً على الالتحام باعتبارى حائط الصد الأول فى الدفاع، كما يعنى أننى ألعب على المبدأ الأول من مبادئ «الفيفا»، الذى يقوم على تعميم الفوز النظيف.
■ وهل يعوضك لقب «الجوكر» عن الأمجاد الشخصية؟
- نعم هو أحب الألقاب إلى نفسى، لأنه يلخص الدور الذى أقوم به، والجوكر يعنى أن لى دوراً بارزاً دون أن يشعر به أحد.
■ وهل يزعجك تغيير مركزك باستمرار؟
- بصراحة أنزعج، وأفضل دائماً اللعب فى وسط الملعب، لأننى أجد نفسى فى هذا المركز والمشكلة أننى اعتدت على هذا المركز وأجد نفسى فى حاجة إلى وقت للتأقلم على المركز الجديد سواء ناحية اليمين أو المساك، خصوصاً فى البطولات الكبرى، ولكننى لا أملك الاعتراض، وأكون سعيداً بثقة الكابتن حسن وباقى أعضاء الجهاز الفنى.
■ وأى اللاعبين تفضل اللعب بجواره؟
- حسنى عبدربه هو أفضل لاعب أرتاح للتواجد بجواره، لأننا بدأنا رحلة الكفاح سوياً واعتدت على أسلوب لعبه وأحفظه، ولذا كان التفاهم بيننا كبيراً، ولكن هذا لا يقلل من استمتاعى باللعب بجوار أحمد حسن، لأنه لاعب مقاتل ويجيد تحفيز زملائه.
■ هل تتمنى انتقال حسنى للأهلى؟
- نعم وعلى استعداد لأن أتدخل لإقناعه باللعب للأهلى إذا ما طلبت منى إدارة النادى ذلك، وأعتقد أن حسنى لاعب كبير ووجوده يُضيف لأى ناد فى العالم.
■ وماذا عن جدو؟
- جدو لاعب رائع وبلاشك أتمنى اللعب بجواره، ولكنى أتمنى له الاحتراف فى أكبر الأندية لأنه يستحق ذلك، فإن لم يتحقق فأهلاً به فى النادى الأهلى لأنه إضافة قوية خصوصاً أن عمره مازال صغيراً وأمامه الكثير.
■ بالمناسبة ما رأيك فى مقارنته بأبوتريكة؟
- المقارنة ظالمة لجدو لأنه لم يفعل مثلما فعل أبوتريكة، فالأخير يكفيه ما حققه لمصر فى السنوات الأخيرة، وأنه كان صاحب البصمة الأخيرة فى بطولتى ٢٠٠٦ و٢٠٠٨ ثم إن لكل منهما طريقة لعب مختلفة وكياناً مختلفاً فى الملعب، ومن الصعب المقارنة بينهما، للأسف الناس فى مصر اعتادت على مثل هذا الربط والمقارنات.
■ وهل توقعت تألقه أم كان مفاجأة لك؟
- والله العظيم، توقعت نجاحه، لأنه لاعب رائع ويجتهد فى التدريبات، ولكننى لم أتوقع أن يكون تألقه بهذا الشكل المذهل، وعموماً هو إنسان بسيط يستحق هذا النجاح الذى حققه، وأتمنى أن يستمر لأن المشوار مازال طويلاً أمامه.
■ لقاء الرئيس ماذا يمثل لك ولزملائك؟
- شرف كبير أن يُقابلنا الرئيس مرتين رغم مشاغله، وما لا يعرفه الكثيرون أن لقاء الرئيس معنا بعد العودة من السودان ورغم إخفاق الوصول إلى كأس العالم كان له أثر كبير، وهو عندى أهم من تكريم الفوز باللقب أو الحصول على وسام الرياضة.
■ وعلاقة نجلى الرئيس بلاعبى المنتخب كيف تراها؟
- أشكر علاء وجمال مبارك علی مساندتهما الدائمة للمنتخب وتحملهما المخاطر ليكونا بجوار الفريق فى السودان، ثم قطع آلاف الأميال للسفر إلى أنجولا لمساندة الفريق، وهو شعور طيب منهما يؤكد انتماءهما لمصر والحب للمنتخب والثقة فى الجهاز واللاعبين.
■ وهل مازلت تحلم بخوض تجربة الاحتراف؟
- الاحتراف حُلم لن أتخلى عنه بسهولة، خصوصاً أن لى تجربة لم تكن مرضية، ولكنى لم أتلق أى عروض بعد البطولة، وأتمنى أن تكون الظروف المقبلة أفضل وتتاح لى فرصة العودة للدورى الإنجليزى.
■ وما السر فى عدم حصول أى لاعب على عرض رغم الأداء والإبهار الذى قدمتموه خلال البطولة؟
- المشكلة أن البطولة تنتهى أواخر يناير، وكان من المفترض أن تنتهى بعد ذلك لولا تقديم موعدها لمنح الفرق المتأهلة إلى كأس العالم فرصة الإعداد، وهو ما يتزامن مع نهاية القيد فى معظم دول العالم ويقلل من فرص احتراف اللاعبين، خصوصاً أن مشوار البطولة عبارة عن ٦ مباريات وهو ما تراه معظم الأندية فى أوروبا غير كاف للحكم على اللاعب.
■ وكيف ترى عودة ميدو وعمرو زكى للدورى الإنجليزى؟
- خطوة جيدة ومكسب كبير للكرة المصرية عودة اللاعبين لأقوى دورى فى العالم، وأنا شخصياً حزنت لعودة ميدو لمصر باعتباره لاعباً كبيراً وصاحب اسم كبير فى أوروبا، وأتمنى أن تتاح لى الفرصة للعودة مجدداً إلى إنجلترا من خلال عرض مناسب يحقق لى وللأهلى الفائدة المشتركة.
■ وبالمناسبة متى ينتهى تعاقدك مع الأهلى؟
- أواخر الموسم المقبل.
■ وهل تقبل تجديد عقدك حالياً؟
- الحديث عن التجديد سابق لأوانه، وأفضل التركيز فى تحقيق البطولات مع النادى، لأننى أشعر بالارتياح والاستقرار داخل الأهلى.
■ كلمة أخيرة؟
- أشكر مسؤولى اتحاد الكرة على تأجيل الدورى لأنه أنقذ اللاعبين من كارثة الإصابات.